الخميس، 18 أبريل 2013

اللقاء الحواري حول آليات التواصل بين علماء المسلمين

ضمن فعاليات ندوة: العلماء العمانيون والأزهريون والقواسم المشتركة المنعقدة بجامعة السلطان قابوس، انتظم اللقاء الحواري مساء الأحد 3 جمادى الآخرة 1434هـ الموافق له 14 إبريل 2013م، لمناقشة آليات التواصل بين علماء المسلمين والذي شارك فيه عدد من أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف الندوة من مصر ودول الخليج العربي وحضره عدد من المشاركين والمتابعين والطلاب، وقد أدار الحوار المكرم الشيخ زاهر بن عبدالله العبري عضو مجلس الدولة، ولخص مداولاته محمد بن سعيد الحجري.
وقد أتى الحوار على عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالتواصل بين علماء المسلمين، واضعاً جملة من القواعد الأساسية التي يجب أن يتحلى بها جهد التواصل، ومحذراً من عدد من الظواهر التي لابد أن يتخلى ويبتعد عنها ذلك الجهد لضمان وصوله إلى مبتغاه المنشود خدمة لتعاون الأمة الإسلامية وتعاضدها، وقياماً بمسؤولية العلماء تجاهها.
وقد تحدث فيه فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي مركزاً على إحياء معنى الأخوة الإسلامية والبناء عليه في التواصل، وعلى أهمية إشاعة المعنى الايجابي للجدال والحوار، عبر الجدال بالتي هي أحسن مع غير المسلمين والدعوة بالحكمة والموعظة بالتي هي أحسن بين المسلمين. كما شدد فضيلة الشيخ القرضاوي بقوة على أهمية اتصال الجهود في التواصل بين علماء الأمة، ومثابرة هذا الجهد واستدامته وعدم انقطاعه، وعلى التفاؤل في مواجهة مشكلات الأمة، مبيناً أن التواصل بين العلماء يأتي من أجل اتصال الأمة الإسلامية، ودعا إلى الإبقاء على مبدأ التواصل والحذر من التقاطع، وعلى البحث عن إطار عملي للتواصل والحوار.



كما تحدث سماحة الشيخ علي السيد الهاشمي مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون القضائية والدينية، فشدد على الاهتمام بمعنى آداب الخلاف العلمي بين أهل العلم، كما نبه إلى الأخذ من المناهج الغربية التي تحتفي بالعلماء وتحيطهم بالإجلال والتقدير ودراسة جهودهم العلمية، كما دعا إلى التناصح بالخير بين علماء المسلمين والانتباه الى ما قد يشيعه البعض من نشر الأحاديث التي قد تسبب البغضاء.
 
وقد أشار المكرم الشيخ زاهر العبري إلى أهمية الحذر من اتباع الهوى، كما دعا الى إعادة تحرير معنى التسامح ليتواءم مع معايير الإسلام في المنهج والدعوة.

أما فضيلة الشيخ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية فقد ركز على أهمية استدعاء نموذج الحوار العلمي من تراث الأمة عبر المراسلات العلمية التي تمحص الحقائق وترسخ تقاليد الحوار العلمي وآدابه.
كما دعا إلى تمكين طالب العلم لكي يتواصل مع العلماء مقترحاً إعادة إحياء الأوقاف العلمية كأداة لدعم هذا التواصل، مبيناً أهمية عودة هذه المبادرات الى عالمنا الاسلامي، كما نبه الى أهمية تكثيف المؤتمرات العلمية والمحافل البحثية، وتوظيف وسائل التواصل التقني في صناعة هذا التواصل.
كما حذر من امتطاء العلم من قبل غير أهله، من أجل تحصين هذا التواصل ليكون بين أهل العلم الحقيقين والعلماء المعتبرين .
أما فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني فقد أوضح أن مهمة العلماء هي بيان الحق والرحمة بالخلق، وحذر من التمترس المذهبي، والزعم الدائم بامتلاك الحقيقة واستحقاق النجاة الأخروية واحتكارها، كما حذر من نزعات التبديع والتكفير، مذكراً بأن العلماء هم قواد السفينة. داعياً إلى أن يكون لعلماء الأمة جميعا خطاب عالمي واحد ينبني على الأصول الكبرى، مستشعراً سياق العداء للإسلام، وفي ذات الوقت حاجة العالم إلى قيم الاسلام وسماحته ورحمته.
فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف آل محمود من مملكة البحرين الشقيقة دعا إلى المنهج الرباني القائم على أخلاق وآداب الحوار، وعلى استصحاب نسبية الصواب والخطأ، وإلى تجاوز حديقة المذهب إلى ما في حدائق الآخرين في مذاهبهم، مذكراً بالأدب القرآني في عدم استفزاز الآخر في الحوار،والالتفات كذلك الى مرحلية المعرفة في عمر العالِم الواحد الذي قد تتفاوت آراؤه بمضي الزمان.
الشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري يرى أن الانطلاق في مناقشة القضية لابد أن يكون من الاعتراف بضعف هذا التواصل وأنه دون الطموح، مبيناً أن المسؤولية مشتركة في ضعف هذا التواصل، وأنها مسؤولية تتعلق بجميع شرائح المسلمين، ولا تقتصر على العلماء وحدهم .
كما نبه إلى أهمية التدريس عبر منهج الدراسات العلمية المقارنة في الوصول للحقائق العلمية. ودعا إلى مأسسة التواصل و الحوار بين علماء الأمة ليتضمن آليات للمتابعة تكفل استدامة هذا التواصل ووصوله إلى أهدافه المنشودة. داعياً كذلك إلى الإخلاص لله وتصفيه النفوس واستقامتها في جهد العلم، وجهد جمع الأمة وتقريبها، و إلى الجرأة في بحث المسائل العلمية مع مراعاة المصالح، والبناء على الشورى بين العلماء في بحث القضايا، وإتاحة المجال للشباب والتواصل معهم، وإلى التكوين العلمي للطلبة على قيم التواصل.