الخميس، 8 نوفمبر 2012

التاريخ له مراكزه

التاريخ الذي يفترض به أن يكون جامعاً كان سبباً لجدل واسع خلال الأيام الفائتة ، فتحتها  " تغريدات"  على " تويتر" أطلقتها شخصية خليجية مرموقة لها احترامها على المستوى الدولي ، و قد كنت أحد الذين علقوا على تلك "التغريدة" منطلقاً من أن الذي يجمعنا هو تاريخ واحد لم نتنكر له يوماً و إن تحسس منه بعض الأشقاء ، و خدمه آخرون منا و منهم،و منطلقاً من حقيقة أن للتاريخ مركزاً لابد من الاقرار به ، تماماً كحقائق الواقع التي لا تنكر، ومراكز التاريخ ليس من الممكن تحويلها ، كما لا يمكن الإملاء على التاريخ بعد أكثر من 400 عام من قول كلمته و توثيق أحداثه، و تلك حقيقة على الجميع أن يسلم بها ، و إذا كانت محاولات نقل مركز التاريخ غير مجدية،فإن بوسعنا و بوسع أخوتنا ــ بدلاً من ذلك ــ أن يستظلوا بسدرته الوارفة الممتدة هنا و هناك ، و إن نبت أصلها هنا ، و هي من الوسع و الغنى بحيث تكون جامعة لنا ، بدل أن نشتغل على جدل و محاولات لم توفر شخصية تاريخية ، أو فناً شعريا ، أو فلكلوراً شعبياً ، أو أكلة محلية ، إلا طالته محاولات الزحزحة و إعادة النسبة!! .
تلك المحاولات التي ذكرتها و ما أثارته تلك "التغريدات" كانت سبباً لردود فعل غاضبة من بعض الأخوة،و لعلي أقول هنا بأن تلك الردود ليست بالضرورة مدفوعة بتلك "التغريدة" في حينها و في لحظتها، و لكنها كانت ناتجة عن كل تلك المحاولات المتواصلة لزحزحة حقائق التاريخ و أصله الواحد الجامع من مركز إلى موقع آخر.

وهنا يجب علينا أن نقول بأن من يتكئ على هذا الأصل التاريخي الكبير جدير به أن لا ينفعل أو يشتط ،و جدير به أن يتعامل بثقة و بمعرفة ، و حديث العلم و المعرفة بالتاريخ هو الذي يزود بهذه الثقة التي تغني عن أي انفعال قد لا يناسب مقام من نرد عليه.
لعل هذه مناسبة مهمة لنا لنعود للتاريخ من جديد ، و لنتصل به كما يجب ، بعد أن مرت مرحلة غير يسيرة من تباعدنا عنه ؛و من تباعد عن التاريخ لم يفهم ذاته و لا رحلة تشكله! و فقد الوعي حتى باللحظة التي يعيشها .
و قد كان من جميل المناسبة أن يصدر في هذه الأثناء الكتاب الوثائقي " البرتغال في بحر عمان ، الدين و السياسة " الذي كتبت عنه قبل أكثر من أسبوعين ، فكان مادة لبعض التغريدات التي أوردتها في ثنايا هذا الجدل.