احتفت ولاية بدية بصدور كتاب في سيرة علم كبير من أعلامها التاريخيين و علمائها المهمين وذلك بنشر كتاب " الشيبة أبو بشير محمد بن عبدالله السالمي" لمؤلفه الدكتور محسن بن حمود الكندي ، مدير مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس ، حيث انعقد لقاء بتنظيم من نادي بدية ممثلا بلجنته الثقافية و فريق الواصل ، و ذلك في قاعة المحاضرات بدائرة الخدمات الصحية بالولاية ، و قد اشتمل اللقاء على محاضرة ألقاها المؤلف الدكتور محسن بن حمود الكندي تطرق فيها إلى أهمية شخصية الشيخ محمد السالمي "الشيبة" و دوره المحوري في الأحداث السياسية و الاجتماعية منذ عشرينيات القرن الماضي و في خمسيناته و ستيناته على وجه الخصوص ، كما تطرق إلى جهوده العلمية و مؤلفاته ، و علاقاته الواسعة بمعاصريه من العلماء و الزعماء و الأئمة و الشيوخ ، داخل السلطنة و خارجها ، و اتصاله بالخط الفكري لوالده الشيخ نور الدين السالمي ، و مناطق التقائه معه في المسار الفكري و السياسي ، و مدى اتفاقه معه في نهجه الإصلاحي الاجتماعي ، و نقاط اختلافه و إضافاته التي قدمها سواء في تأليفه لكتاب "نهضة الأعيان" ، أو في انفتاحه على آفاق الثقافة العربية و اتصاله بأعلامها المرموقين ، و تواصله مع المستشرقين الباحثين في التأريخ و الثقافة العمانية.
كما ركز المؤلف في قراءته للكتاب على نتائج الدراسة و خلاصاتها ، و قد تداول الحضور نقاشاً موسعاً مع المؤلف حول محتويات الكتاب و محاور شخصية الشيبة السياسية و العلمية و الإنسانية ، حيث استعرض الحوار علاقاته الاجتماعية و العلمية بعدد من الشخصيات المعاصرة له كالإمام سالم بن راشد الخروصي و الإمام محمد بن عبدالله الخليلي و الشيخ ابراهيم بن سعيد العبري و الشيخ أبي الوليد سعود بن حميد و الشيخ عبدالله بن علي الخليلي و الشيخ سالم بن حمد الحارثي و غيرهم من الأعلام و الشخصيات ، و استعرض بعض مواقفه السياسية و الفكرية من الأحداث و الشخصيات المعاصرة له، و مدى اتفاقه و اختلافه معها و الأدوار و المهام التي قام بها داخل عمان و خارجها.
كما ركز الحوار على ارتباط الشيبة محمد بن عبدالله السالمي بولاية بدية، و تأثير وجوده بها على جهده العلمي و الأدبي ، و على أدواره الاجتماعية و الوطنية ، و جوانب من البعد الإنساني الأبوي لشخصية "الشيبة" ، و علاقاته المتجذرة بمشايخها و علمائها و أعيانها كالشيخ القاضي راشد بن حمد الحجري و الشيخ القاضي سعود بن عامر المالكي و الشيخ علي بن ناصر الغسيني و الشيخ حمدان بن سالم الحجري و غيرهم من أقرانه و معاصريه ، و كذلك ما قام به جهود اجتماعية و علمية كتأسيسه لمكتبة السالمي في الثمانينيات و غيرها من المشروعات ، كما تطرق النقاش إلى الأهمية النوعية لدارسة تاريخ الشخصيات و سيرهم الذاتية من حيث تجاوزها للتأريخ لشخص إلى التأريخ لمرحلة أو جيل خاصة عند دراسة شخصية مؤثرة و متشعبة الاهتمامات و واسعة العلاقات كالشيبة ، حيث تمثل دراسة هذه الشخصيات توثيقاً لذاكرة الوطن و أعلامه الذين يمثلون صناعاً للأحداث التاريخية أو شهوداً عليها ، كما تطرق الحوار إلى الصعوبات التي واجهها الباحث أثناء تأليفه للكتاب و رحلة البحث الشاقة و المضنية التي استمرت أكثر من أربع سنوات.
كما توسع النقاش إلى أهمية تدوين التاريخ المحلي في الولايات و استثمار كل ما هو متاح من أدوات لأجل حفظ مصادر المعلومات التاريخية ، و قد حضر اللقاء عدد كبير من المهتمين و الباحثين من أبناء ولاية بدية الذين شاركوا في مداولات اللقاء و حواراته ، و قد أدار اللقاء الكاتب و الباحث محمد بن سعيد الحجري.
الجدير بالذكر أن كتاب "الشيبة أبو بشير محمد بن عبدالله السالمي" قد صدر في أربعة أجزاء عن دار رياض نجيب الريس اللبنانية ، و قد خصص المؤلف الدكتور محسن الكندي الجزء الأول لسيرة حياة "الشيبة" أما الجزءان الثالث و الرابع فقد خصصهما للوثائق و المراسلات ، بينما خصص الجزء الرابع للأدبيات و الصور ، هذا و من المنتظر أن ينشر الباحث جزءاً خامساً لمزيد من الوثائق التي عثر عليها بعد نشر الأجزاء الأربعة من الكتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق