خلال الأيام الماضية وأثناﺀ وجودي في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا شرفت بلقاﺀات رائعة مع أخوة كرام من اليمن العزيز على قلوبنا؛ هؤلاﺀ الشباب النابهين مثال لرقي الأخلاق وتوقد البصيرة وسمو الوعي واستقلال الرأي بعيداً عن التعبئة الأيدلوجية أو الانحيازات الحزبية، إنهم عينة من شباب اليمن الذين تتعلق بهم آمالنا ليكونوا رادة وطنهم في حفظ استقلاله ووحدته، وبناﺀ مستقبله، واستعادة حكمته اليمانية من أجل إخراج هذا البلد الحبيب والشعب الكريم من أوضاع الحيرة والاضطراب.
في لقاﺀاتنا كنت معهم أصغي لأتعلم وأفهم هذا المجتمع بطاقاته البشرية وتركيبه وتنوعه وتعقيده وثراﺀ مكوناته الاجتماعية، كما طوفنا معاً ببعض أنحاﺀ التاريخ العظيم المشترك بين اليمن وعمان.
حتماً كانت القضية اليمنية تفرض نفسها بما تضعه أمامنا جميعاً من ضغوط وتساؤلات أنتجتها سرعة تلاحق الأحداث ودراماتيكتها.
وفي كل الأحوال يمتلك اليمنيون اليوم رؤية واضحة لجذور هذه الأزمات، ولديهم صراحة وصدق مع الذات بشأنها، ويسلمون بأنها تفرض على الواقع اليمني تعقيدات يصعب أن يفهمها سواهم، ويصعب أن يتحدث بصراحة ومكاشفة بها غيرهم.
طلبوا مني التعليق على الأحداث، وكيف أرى الأزمة اليمنية، فاعتذرت بأني جدير بأن أصغي لأتعلم منهم، وأن كل من يتحدث عن اليمن من خارجه اليوم يجازف بالرأي، وحري به أن يقول كلمة الخير أو ليصمت! نعم ثمة قواعد عامة تشترك فيها مجتمعاتنا يمكن أن نجد انسجاماً أو عدمه بشأنها هنا أو هناك لكنها لا تؤهلنا لأكثر من التوقعات والتخمين.
ويبقى أهل اليمن وحدهم هم القادرون على فهم مجتمعهم وإدارة شؤونهم وتجاوز تحدياتهم وأزماتهم بعيداً عن أصوات التحريض الطائفي الخارجي الذي ما دخل بلداً إلا نكبها وأحالها بلاقع تصفر فيها الريح! فآخر ما يحتاجه اليمن اليوم هو أن ينحاز أحدٌ لطرف على حساب طرف، وما يحتاجه اليمن اليوم أن يترك لأبنائه فهم الأدرى به والأكثر إشفاقاً عليه، فإن كان من تدخل فلخير أو إصلاح.
قالوا لي: حدثنا عن الحكمة العمانية والهدوﺀ العماني والانسجام العماني.. قلت لهم: هو قبس أخذناه من اليمن، هو نصيبنا من الحكمة اليمانية التي أخذتها القبائل معها وهي ترحل من اليمن إلى أنحاﺀ الجزيرة.
لهؤلاﺀ الإخوة الأعزاﺀ:
د. صالح الهياشي
م.العلاﺀ باحميد
أ.محمد أبو طالب
لهم ولغيرهم من الأخوة التحية والتقدير على جميل لقائهم الذي طالما أنست به، ولوطنهم العزيز المحبة والوفاﺀ والأماني الطيبة والدعوات المتضرعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق